ما بعد الانتخابات الإسرائيلية | ناشطون: "المرحلة القادمة مصيريّة وصعبة"

كل شيء متوقع من الحكومة القادمة، ونحن مقبلون على فترة أصعب خصوصًا في حال تولي بن غفير وزارة الأمن الداخلي، فهو بمثابة خطر حقيقي وسيكون له تبعات متوقعة ومخيفة، سيما في ظل كراهيته للفلسطينيين

ما بعد الانتخابات الإسرائيلية | ناشطون:

(Gettyimages)

رأى ناشطون سياسيون أن ما أفرزته انتخابات الكنيست الـ25 من تشكيل حكومة يمينية مرتقبة كان بمثابة صفعة للأحزاب العربية التي توهمت بالتأثير، وأن المرحلة القادمة ستكون صعبة ومصيرية تجاه أبناء شعبنا والجماهير العربية في البلاد؛ على حد تعبيرهم.

وبالعودة إلى نتائج الانتخابات، فقد بلغت نسبة التصويت العامة في البلاد 70.6% فيما وصلت النسبة في المجتمع العربي إلى نحو 55%، حيث حصلت القائمة الموحدة على 5 مقاعد ومثلها لتحالف الجبهة والعربية للتغيير، فيما كان حزب التجمع الوطني الديمقراطي قريبا من اجتياز نسبة الحسم بعد حصوله على 138 ألف صوت.

وحاور "عرب 48" عددا من الناخبين في أم الفحم في أعقاب إعلان نتائج انتخابات الكنيست، إذ وصلت نسبة التصويت في المدينة إلى 37% وقد حصل التجمع على 5400 صوت فيما حصل تحالف الجبهة والعربية للتغيير على 5850 صوت، أما الموحدة فقد حصلت على 2500 صوت.

بن غفير الوجه الحقيقي لإسرائيل

وقال الناشط، خالد ترك، إن "ما حصل يوم الانتخابات كان فعليا عرس ديمقراطي بين الأحزاب العربية، صحيح كانت المواجهة قوية وكبيرة لكن في صناديق الاقتراع كان الوضع جيدا ومحترما بين نشطاء الأحزاب، خصوصًا في أم الفحم ومنطقة وادي عارة".

خالد ترك

وحول عودة نتنياهو إلى سدة الحكم، أضاف أن "من كان قبل نتنياهو لا يختلف عنه، بل كان أكثر عنصرية حيث شن حربا على قطاع غزة وكانت الانتهاكات بحق أبناء شعبنا أكبر من السنوات السابقة على صعيد الهدم والقتل والاغتيالات، وفي بلدة جسر الزرقاء وحدها قتل شاب وأصيب آخران برصاص الشرطة، ناهيك عن ما يحصل في الضفة والقدس من انتهاكات يومية".

وعن تولي عضو الكنيست الكاهاني بن غفير وزارة في الحكومة القادمة، أشار إلى أن "هذا يظهر صورة المؤسسة الإسرائيلية التي كانت طوال 74 عاما على شكل بن غفير ولكن بشكل متخف، والآن جاء بن غفير الذي يمثل حقيقة هذه المؤسسة العنصرية والفاشية تجاه شعبنا".

وأوضح ترك أن "ما صدر من شعارات حول التأثير وما شابه ذلك أضحت كلها في المعارضة، وحتى لو كان حزبا عربيا داخل الائتلاف الحكومي لن يكون له تأثير، لأن المؤسسة غير معنية بتحسين المجتمع العربي، لذلك في حال تواجد النواب العرب في المعارضة أو الائتلاف ستكون النتائج ذاتها".

نتنياهو وغيره وجوه لعملة واحدة

ومن جانبها، قالت الناشطة السياسية والاجتماعية، منال باسم، إن "نتائج الانتخابات هذه المرة لم تكن مرضية، على الرغم من أنه كان بالإمكان الحصول على نتائج أفضل، فنحن مجتمع يستحق الأفضل دائما، وأنا أتفهم غضب المقاطعين ومواقفهم من الأحزاب العربية، إذ كان لهم ما أرادوه وأتمنى ألا ندفع ثمنا باهظا ونتائج وخيمة من الحكومة الجديدة".

منال باسم

ودعت باسم النواب العرب إلى الإصغاء لصوت الشارع جيدا، وبيّنت أن "نتائج الانتخابات كانت بمثابة صفعة للأحزاب، ومن المهم الحفاظ على الثوابت الوطنية بقوة ومن دون تنازلات حتى ننتصر ونحصل على حقوقنا البسيطة على الأقل، لذلك هناك أهمية كبرى للوحدة".

وأضافت، أن "عودة نتنياهو إلى الحكومة الإسرائيلية سببها نسبة التصويت في المجتمع العربي، وذلك عكس تهافت المجتمع اليهودي منقطع النظير على صناديق الاقتراع، لكن بعد الحكومة السابقة لبينيت ولبيد بات الأمر مؤكدا لنا أن نتنياهو وغيره ما هم إلا وجوه لعملة واحدة".

ولفتت إلى أن "كل شيء متوقع من الحكومة القادمة، ونحن مقبلون على فترة أصعب خصوصًا في حال تولي بن غفير وزارة الأمن الداخلي، فهو بمثابة خطر حقيقي وسيكون له تبعات متوقعة ومخيفة، سيما في ظل كراهيته للفلسطينيين وخططه العنصرية باتت واضحة وصريحة بالخط العريض".

ورأت أن "الأحزاب العربية تستطيع التأثير والإنجاز بقوتها من خلال المعارضة، إذ أن إنجازات الموحدة التي قالت عنها من الممكن أن تتحقق من المعارضة وليس فقط من داخل الائتلاف، ومن المهم أن نكون خارج الائتلاف الحكومي لأن الحكومات الإسرائيلية تعمل ضدنا".

وشددت على أهمية التكاتف بين النواب العرب ولجنة المتابعة اللجان الشعبية، ودعت إلى الكف عن المناكفات ومن المهم وضع نصب أعينهم المجتمع العربي الذي بات على المحك، إذ ان بن غفير وسموتريتش ونتنياهو وغيرهم من الممكن أن يهددوا مستقبلنا لكن بحال كنا يد واحدة من الصعب كسرنا، فنحن أصحاب حق وعقيدة.

مرحلة مصيرية وتحديات كثيرة

ووصف الناشط السياسي، آرام محاميد كيوان، نتائج بالانتخابات بأنها "الأصعب والأكثر مصيرية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه كلما تقدمنا في الزمن يزداد توحش الدولة والمجتمع والأقطاب الحاكمة كافة وكل مرة يتجلى توحشها بشخص آخر مختلف، هناك تحديات كثيرة أمامنا على الصعيد الشعبي بعد تشكيل الحكومة القادمة".

آرام محاميد كيوان

وحول عودة نتنياهو ودخول بن غفير وسموتريتش إلى الحكومة، زاد كيوان أن "هذا يدل بوضوح على توحش الدولة والمجتمع الإسرائيلي، والروح السائدة في المجتمع الإسرائيلي ومدى الانحطاط الذي وصل إليه".

وأوضح أنه "لا أعلم ما إذا كان بن غفير سينال حقيبة وزارية أم كلا، ولكن وجوده بحد ذاته سيؤثر علينا بالطبع، هو تلميذ كهانا وانتهازي ولا يفرط بأي فرصة حتى يسلب حقوق الفلسطينيين".

وتساءل كيوان "ماذا كان تأثير الموحدة عندما كانت في الائتلاف؟ حصاد الحكومة السابقة هو جرائم ضد شعبنا من ميزانية الأمن وقانون لم الشمل والتسبب باختلال صريح في طريقة التفكير السليم وتبرير هذا النهج يحولنا إلى جماعة مصلحة إسرائيلية بفلسفات شيطانية ومأساوية ومضحكة، النهج الجديد ولد ميتا ينتظر شهادة وفاته الرسمية فقط وقد يكون ما تفضلت به هو شهادة الدفن الرسمية".

التعليقات